ابو خالد عضو فعال
عدد المساهمات : 56 نقاط : 12474 تقييم : 37 تاريخ التسجيل : 06/09/2013
| موضوع: القولون العصبي أسبابه ـ وأعراضه ، وعلاجه الأحد مارس 09, 2014 11:43 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم ~ القولون العصبي أسبابه ـ وأعراضه ، وعلاجه
د/ أسامة عبدالفتاح توني
مرض القولون انتشر في هذا العصر ـ المليء بالضغوط النفسية الشديدة ـ انتشاراً كبيراً، عند الصغار والكبار، وأصبحت الشكوى منه مزمنة. وإن اسم القولون العصبي يطلق على مجموعة من الأمراض التي تسبب عدم ارتياح في القناة الهضمية.
وهو: عبارة عن اضطراب وظيفي يكون مصحوباً بآلام مزمنة في البطن، وانتفاخات وغازات وتغير غير ثابت في عملية الإخراج مابين إسهال وإمساك، ففي بعض الأحيان يحدث إسهال، وأحياناً أخرى يحدث إمساك، مع عدم وجود أي سبب عضوي، ومع تلك الأعراض المزعجة إلا أنه لايوجد ضرر أو تلف عضوي في القولون. وقد تبدأ أعراض القولون العصبي بعد إصابة ميكروبية للقناة الهضمية، مثل: حدوث نزلة معوية، أو بعد التعرض لضغوط عصبية في الحياة اليومية، أو مع سن البلوغ.
وعلى الرغم من عدم وجود علاج يقضي على أعراض القولون العصبي إلا أن هناك طرق علاجية تعمل على تخفيف الأعراض، وتشمل ضبط الغذاء وأدوية طبية وعلاجات نفسية، كما أن تعليم المريض بطبيعة المرض وطرق علاجه، والعلاقة الجيدة بين الطبيب والمريض، لها أهمية كبيرة في التغلب على المرض.
والسبب المحدد للإصابة بالقولون العصبي غير معروفة، ولكن النظرية الأكثر شيوعاً لتفسير ظاهرة القولون العصبي هي: حدوث اضطراب للتعامل بين المخ والقناة الهضمية، أو حدوث خلل في البكتيريا المفيدة الموجودة في القولون، وأيضاً خلل في جهاز المناعة.
ومرض القولون العصبي لايؤدى إلى حالات مرضية خطيرة، ولكنه يسبب آلاماً مزمنة وإرهاقاً بدنياً ونفسياً ومادياً للمريض.
أعراض القولون العصبي تختلف الأعراض من شخص لآخر من حيث نوع الأعراض وشدتها، ومدة استمرار هذه الأعراض، وقد توجد الأعراض التالية كلها أو بعضها، وقد تكون شديدة أو بسيطة من مريض إلى مريض. 1- آلام في البطن وقد تكون في صورة تقلصات أو عدم ارتياح.2- إسهال أو إمساك: وقد يحدث أحدهما فقط عند أحد المرضى، وقد يحدثان معاً بالتبادل. 3- حدوث معاناة مع الإخراج والإحساس بعدم التفريغ الكامل، وقد يوجد مخاط في البراز. 4- انتفاخ في البطن وغازات وأصوات تقلصات. 5- ارتجاع في المريء. 6- آلام في العضلات وإرهاق مزمن وصداع وآلام في الظهر. 7- حدوث اكتئاب نفسي وخمول واضطراب في النوم. 8- حدوث بواسير شرجية نتيجة نوبات الإمساك المزمن. 9- حدوث سوء تغذية وفقد لبعض العناصر الغذائية الهامة نتيجة تجنب أنواع من الطعام.
تشخيص القولون العصبي
لايوجد تحليل محدد أو أشعة محددة لتشخيص مرض القولون العصبي، ولكن يكون التشخيص من خلال استبعاد الأمراض الأخرى المتشابهة في الأعراض مع القولون العصبي. وقد يطلب الطبيب المعالج إجراء بعض الفحوصات مثل:تحليل البراز، وتحاليل للدم، أو حتى عمل منظار للقولون.
وهناك أمراض عديدة تتشابه في أعراضها مع القولون العصبي مثل: النزلة المعوية الأميبية والدوسنتاريا، وعدم تحمل الأطعمة التي تحتوى على اللاكتوز، وأمراض القولون الالتهابية، والبلهارسيا المعوية، وأورام القناة الهضمية. وهناك أعراض تسمى أعراض الراية الحمراء، والمقصود هو أن نأخذها بحذر، ونُجرى فحوصات دقيقة لاستبعاد الأمراض الخطيرة مثل الأورام.
ومن أعراض الراية الحمراء 1- نقص وزن الجسم: وخاصة إذا كان خلال فترة قصيرة. 2- وجود نزيف من القناة الهضمية، أو دم متكرر مع البراز، مع العلم أن 30% من مرضى القولون العصبي يحدث معهم دم في البراز. 3- وجود أنيميا وفقر دم. 4- حدوث نوبات تهيج القولون، أو إسهال في فترةِ أثناء النوم.
وهناك الكثير من الحالات التي يتم تشخيصها بشكل خاطئ على أنها قولون عصبي، ولكن يكون سبب الإسهال أو آلام البطن هو: إصابات ميكروبية للقناة الهضمية، أو الإصابة بجرثومة المعدة الحلزونية، أو طفيليات في القناة الهضمية، أو ديدان أو البلهارسيا المعوية، أو مرض القولون المتحسس من بروتين جلوتين الموجود في القمح والشعير والذي يسبب أعراضاً مشابهه للقولون العصبي.
الحالات المرضية المصاحبة للقولون العصبي:
هناك العديد من الحالات الطبية التي تصاحب القولون العصبي مثل:
1- ظاهرة الإرهاق المزمن، وآلام العضلات والصداع والاكتئاب، وتوجد في حوالي 50% من مرضى القولون العصبي.
2- الاضطرابات النفسية وتوجد في 94% من مرضى القولون العصبي.
3- أمراض القولون الالتهابية: وقد أثبتت بعض الدراسات أن القولون العصبي هو صورة خفيفة من أمراض القولون الالتهابية. 4- العمليات الجراحية على البطن: في دراسة حديثة عام 2008 وجدت أن كثيراً من مرضى القولون العصبي يتم إجراء استئصال المرارة لهم بصورة غير ضرورية. 5- الشقيقة (الصداع النصفي): ويكثر بصورة كبيرة عند مرضى القولون العصبي.
أسباب القولون العصبي
إن جدار القناة الهضمية يحتوى على عضلات رخوة ناعمة، تعمل مع بعضها البعض من انقباض وانبساط، في تناغم دقيق منظم، حتى يتحرك الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة ثم الأمعاء الغليظة(القولون) ثم المستقيم، فإذا زاد انقباض العضلات وسرعتها حدث إسهال مع التقلصات والغازات، وإذا قلَّت حركة الطعام وصارت بطيئة حدث الإمساك وصار البراز أكثر صلابة، والذي يتحكم في طبيعة هذه الحركة هو الجهاز العصبي مع العضلات في القولون. والسبب المحدد في فقد التناغم الدقيق المنظم للقولون وحدوث أعراض القولون العصبي غير معروف، ولكن هناك عوامل تزيد من نسبة الإصابة بالقولون العصبي:
1- الاضطرابات النفسية: إن التفاعل بين المخ والقناة الهضمية هو المحرك الرئيس لحدوث القولون العصبي، فعند التعرض لمؤثر نفسي تبدأ الأعراض الجسدية في الظهور. 2- خلل في جهاز المناعة: ولكن لاتوجد دراسات وافية لإثبات هذه النظرية. 3- الإصابة الميكروبية: في بعض الدراسات الحديثة وجدت أن المضاد الحيوي ريفاكسيمين يخفف بنسبة كبيرة من أعراض القولون العصبي، مما يشير إلى أن السبب في القولون العصبي هو نوع من الميكروبات. وقد افترض بعض الباحثين أن زيادة البكتريا المعوية النافعة زيادة عن الطبيعي قد يكون هو السبب في القولون العصبي. وهناك دراسات تفترض وجود نوع من الطفيليات في القولون وهو الذي يسبب تلك الأعراض. 4- أنواع الطعام: قد تكون بعض الأطعمة تسبب نوبة الآم للقولون العصبي، وحدوث الغازات، ولكن هذه الأنواع تختلف من شخص لآخر، ومن هذه الأطعمة منتجات الألبان (اللبن، والحليب، والزبادي) والشيكولاتة، والكحوليات، والقهوة، والمشروبات الغازية، وبعض أنواع الخضروات والفاكهة والسكريات والدهون والزيوت.
5- خلل في الهرمونات: قد يكون السبب هو خلل في الهرمونات، وخاصة إذا عرفنا أن النساء أكثر إصابة بالقولون العصبي من الرجال بمرتين تقريباً، كما أن نوبات القولون العصبي في النساء تزداد في فترة الدورة الشهرية وحولها.
علاج القولون العصبي
إن علاج القولون العصبي يشمل العديد من النقاط، وأهم هذه النقاط هي: تعريف المريض بأنواع الأغذية التي يجب عليه أن يتجنبها، وتعريفه بأسباب القولون العصبي والعوامل النفسية التي تؤدى إلى نوبات القولون العصبي، وكيف يمكنه أن يتعامل مع التوتر والضغوط النفسية، وأيضاً تعريفه بأنواع الأدوية التي تخفف من نوبات القولون العصبي. ويستلزم هذا من الطبيب أن يبذل الاستشارة للمريض سواء عن طريق الاتصال الهاتفي، أو عن طريق الإنترنت لتقديم الدعم والمساعدة له في معظم الأوقات.
أولاً: الغذاء: لاشك أن المرضى يختلفون في استجابتهم وتأثرهم بالأغذية المختلفة، ولكن من الممكن الاستفادة من الأمور التالية: 1- الأغذية الخالية من اللاكتوز، فهي تعمل على تحسين أعراض القولون العصبي في معظم الحالات. 2- الغذاء الغني بالألياف: وقد لا يفيد في بعض حالات القولون العصبي،ولكنه يفيد المريض الذي يعاني من الإمساك. 3- الغذاء الخالي من الدهون.4- تجنب الأغذية المسببة للغازات، مثل: المياه الغازية، وبعض الفاكهة والخضروات مثل: الملفوف(الكرنب) والزهرة(القرنبيط) والبروكلي.
5- على المريض ملاحظة الأغذية المهيجة لقولونه وتجنبها.6- السوائل: إن الإكثار من السوائل مفيد لوظيفة القولون، والمياه الطبيعية هي الأفضل على الإطلاق، وتكون بحوالي ثمانية أكواب ماء يومياً، ويجب ملاحظة أن المشروبات التي تحتوى على الكافيين والكحول تعمل على تهييج القولون لذلك يجب تجنبها.
ثانياً: الأدوية الطبية: يشمل العلاج الطبي الملينات في حالات الإمساك أو مضادات الإسهال في حالات الإسهال، ومضادات التقلصات وأدوية تعمل على مستقبلات السيروتونين. 1- الملينات: في الحالات التي لاتستجيب للغذاء بالألياف لعلاج الإمساك، من الممكن تناول الملينات مثل: اللاكتيولوز، أو حبوب السينا لاكس، أو الملينات الأخرى المناسبة. 2- مضادات الإسهال: وذلك عند المرضى الذين يعانون من الإسهال ومن هذه الأدوية لوبراميد. 3- مضادات التقلصات: ويستفيد منها المرضى الذين يعانون من تقلصات في البطن أو إسهال. وهي نوعان:
أ ـ مضادات من مشتقات الاتروبين مثل:الهيوسين (بسكوبان) ويعمل من خلال الجهاز العصبي الجارسمبثاوي، وتسبب أعراضاً جانبية عديدة.
ب ـ ومضادات تعمل بصورة مباشرة على العضلات الرخوة للقناة الهضمية، فتزيل التقلصات دون أن تؤثر على الحركة الطبيعية للقناة الهضمية، مثل: دواء ميبيفيرين (دوسباتالين)، وهو قليل الأعراض الجانبية. 4- مماثلات السيروتونين: حيث إن مادة السيروتونين تزيد من حركة القناة الهضمية، لذلك فإنه من الممكن الاستفادة من هذه الأدوية في حالات الإمساك، مثل: دواء باروكسيتين (السيروكسات). 5- مضادات السيروتونين: ويستفيد منها المرضى الذين يعانون من الإسهال، وتُمنع عن المرضى الذين يعانون من الإمساك. 6- بعض المضادات الحيوية: مثل: ريفاكسيمين، وهو: مضاد حيوي يعمل فقط على القناة الهضمية، ولايمتص إلى الدورة الدموية، وهو مفيد خاصة عند المرضى الذين يعانون من انتفاخات أو غازات شديدة.
ثالثاً: العلاج النفسي: هناك علاقة وثيقة بين المخ والقناة الهضمية، والحالة النفسية للمريض تؤثر على وظيفة القناة الهضمية، ونوبات القولون العصبي، فإن العلاج النفسي له دور جيد في علاج القولون العصبي، سواء عن طريق العلاج السلوكي، أو جلسات الاسترخاء، أو استخدام بعض الأدوية التي تستخدم لعلاج الاكتئاب. وسنذكر بعض الطرق لإزالة التوتر والقلق والاكتئاب:
1- تمارين الاسترخاء: من الممكن أداء هذه التمارين بأن تجلس وتركز على مجموعة عضلات القدم، وتجعلها بداية تنقبض معاً ثم ترخيها ببطء وأنت تشعر بالتوتر داخلك يرتخي معها، ثم تنتقل إلى عضلات الساق وتركز عليها، وتجعلها تنقبض بشدة ثم ترخيها ببطء، وتطلق التوتر بداخلك معها، ثم تنتقل إلى باقي عضلات الجسم، بما فيها عضلات الوجه والعينين وفروة الرأس، وهذه التمارين تعمل على استرخاء عضلات الجسم. 2- جلسات التنفس العميق: إن معظم البالغين يتنفسون من صدورهم، ولكن يجب أن يركز الإنسان على أن يتنفس من صدره وبطنه، بتحريك الحجاب الحاجز، والتنفس العميق وببطء، وعندما تأخذ شهيقاً اجعل بطنك يتمدد مع الشهيق، وعندما تُخرج هواء الزفير يعود بطنك لوضعه الطبيعي، وهذا يساعد على استرخاء عضلات البطن واسترخاء القولون.
3- الأنشطة التي تساعد على الاسترخاء: مثل أن تجلس بانفراد مدة 20دقيقة يومياً، وأن تمارس القراءة، أو الاستماع إلى القرآن، أو ممارسة بعض ألعاب الكمبيوتر، أو ممارسة السباحة، أو الاسترخاء في مغطس ماء دافئ.
رابعاً : الطب البديل: وإلىجانب ماسبق من الأدوية الكيميائية، فينصح بمواد طبيعية، وطرق بديلة من الممكن أن تكون مفيدة لعلاج القولون العصبي مثل:
1- البروبيوتيك: وهى عبارة عن مكملات غذائية، تحتوى على بكتيريا حيَّة، وعند تناولها بكميات مناسبة تكون مفيدة لجسم الإنسان، وخاصة للقولون، حيث إنها تقضي على البكتيريا الضارة في القولون، وتحسين وضع التهابات القولون. 2- العلاج بالأعشاب: هناك بعض الأعشاب قد تكون مفيدة في حالات القولون العصبي مثل: البابونج، وحب المسك، والكراوية، وأوراق الليمون، والعرقسوس، والنعناع. 3- زيت النعناع : وتوجد كبسولات مغلفة تحتوى على زيت النعناع، وتعمل على طرد الغازات من القولون. 4- الإبر الصينية: وقد يلجأ بعض المرضى للعلاج بالإبر الصينية، ولكن لاتوجد دراسات مقبولة تدعم هذا النوع من العلاج. 5- الرياضة: فإن المواظبة على ممارسة الرياضة والمشي تعمل على تحسين حركة القناة الهضمية، كما أنها تحسن الحالة المزاجية وتعالج الاكتئاب والتوتر والقلق. 6- ولا أنس أن أذكر بأهمية الرقية الشرعية، والدعاء فهو علاج نافع مؤثر بإذن الله تعالى في علاج أمراض القولون وغيره.
متعنا الله وإياكم بموفور الصحة والعافية. --
|
|
ابو الليل عضو هام
عدد المساهمات : 138 نقاط : 12629 تقييم : 39 تاريخ التسجيل : 05/09/2013 العمر : 44
| موضوع: رد: القولون العصبي أسبابه ـ وأعراضه ، وعلاجه الإثنين مارس 10, 2014 8:43 am | |
| |
|