رد
صورة الشيخ صالح عينر
29/05/2011
أم شريك غزية بنت جابر الدوسية
المرأة المؤمنة
(25/100)
إمرأة مؤمنة ؛ ومهاجرة صابرة ؛ تحملت فى سبيل إسلامها الكثير من العذاب والتنكيل ؛ على أن تترك هذا الدين فأبت ؛ فأكرمها الله تعالى وأنقذها من العـذاب أمـا اسـمها فهــو " غـزية بنت جــابر الدوسـية " وهى إمـرأة من الأزد مـن قبيلـة " دوس " واما المناخ العقـائدى من حولهـا فقد كانت قبيلـة دوس مثل باقى القبائل العربية لها صنم تعبده ؛ وتتخذه إلهاً ؛ وكان هـذا الصنم يسمى " ذا الخلصة " . أما عن كيف دخل الإسلام والتوحيد الى قبيلة دوس وكيف أسلمت غزية بنت جابر ؛ فهذا ما يحدثنا عنه " الطفيل بن عمرو الدوسى " ؛ قال :

قدمــت مكـة وقـد بعــث رسول الله r ؛ فجـاءنى رجــال من قريش ؛ فقالواْ لى : " إياك أن تستمع إلى هذا الرجل الذى بين أظهرنا فقد اشتد أمره ؛ وقد فرق جماعتنا ؛ وشتت أمرنا ؛ وإنما قوله قول ساحر يفرق بين الرجل وبين ابيه ؛ وبين الرجل وبين أخيه ؛ وبين الرجل وبين زوجته ؛ وإنا نخشى عليك وعلى قومك أن يدخل عليك ما قد دخل علينا ؛ فلا تكلمه ؛ ولا تسمعن منه شيئاً .. " .

قال الطفيل بن عمرو الدوسى : فوالله ما زالواْ بى حتى أجمعت ألا أسمع منه شيئاً ولا أكلمه ؛ حتى وضعـت فى أذنى قطناً خوفاً من أن أسمعه فى الحرم ؛ فلما بلغت الحرم كان النبى r قائم يصلى فأبى الله إلا أن يسمعنى بعض قوله ..

فقلت لنفسى : واثكل أمى ؛ والله انى لرجل لبيب شاعر ما يخفى على الحسن من القبيح ؛ فما يمنعنى أن أسمع الرجل وما يقول .. قال فغدوت خلفه حتى دخل بيته ؛ ودخلت عليه ؛ وأخبرته ما قاله لى قومه ؛ وقلت أعرض على ما تدعو إليه ؛ فقرأ على القرآن ؛ وقال لى قولاً حسناً لم أسمع مثله قط ؛ فأسلمت وشهدت شهادة الحق .

وقلت : يا نبى الله انى امرؤ مطاع فى قومى ؛ وانا راجع اليهم وداعيهم للإسلام ؛ فادع الله أن يجعل لى آيه تكون عوناً عليهم أدعوهم بها ؛ فقال رسول الله r : " اللهم اجعل له آية " ؛ فكان لى نور فى سوطى كالقنديل المعلق ؛ حتى جئت إلى قومى ؛ فدعوت أبى فأسلم ؛ وزوجتى فأسلمت ؛ وعرضت الإسلام على قومى فأبطأواْ ؛ فذهبت إلى رسول r بمكة ؛ وقلت : دعوت قومى فغلبهم اللهو ؛ فادعو الله عليهم ؛ لكن النبى r قال : " اللهم اهد دوساً " .

(1) الحديث بمعناه وارد فى صحيح البخارى ؛ أخرجه البخارى 8/97  فى المغازى & و مسلم فى فضائل الصحابة (2524) .

ثم أمرنى أن اعود اليهم وأدعوهم برفق فعدت إلى قبيلتى دوس أدعوهم برفق كما أمرنى النبى r ؛ فاستجاب للدعوة " ابو هريرة " ؛ ورجل أخر يدعى " العكر " وهو زوج غزية بنت جابر الدوسية .

تقول " غزية " فأسلمت مع زوجى ؛ ثم ذهب هو إلى مكة حيث النبى r ؛ فلما علم أهله باسلامه جاءواْ إلي وقالواْ : لعلك أسلمت معه ؛ فقالت : نعم انى على دينه . فقالواْ : والله لنعذبنك عذاباً اليماً شديداً ؛ واخذواْ يجيعونى جوعاً شديداً ؛ ثم يطعمونى الخبز بالعسل ويمنعون عنى الماء ؛ ثم يضعونى فى الشمس إذا انتصف النهار ؛ وقت قيظ الشمس ؛ وتكرر الأمر ؛ حتى فقدت عقلى وسمعى ثلاثة أيام .. ثم قالواْ فى اليوم الثالث : اتركى ما أنت عليه ؛ فلم يكن بى قوة للكلام الا اننى اشرت الى السماء بالتوحيد .. وتركونى مكبلة ورحلواْ .

فبلغ منى الجهد فلم أدرى ما بى ؛ حتى وجدت برد دلو على صدرى ؛ فأخذته وشربت منه نفساً واحداً ثم انتزع منى .. فنظرت فوجدته معلقاً بين السماء والأرض .. هكذا ثلاث مرات .. وفى الثالثة اخذت الدلواْ وأهرقته على رأسي ووجهي وثيابي .. فلما عادواْ قالواْ متعجبين : ياعدوة الله من أين لك هذا ..؟ فقلت لهم : ان عدو الله غيري .. انه رزق رزقنيه الله . فقالواْ : نشهد أن ربك هو ربنا وان الذى رزقك ما رزقك فى هذا الموضع بعد أن فعلنا بك ما فعلنا هو الذى شرع الإسلام ؛ فأسلمواْ جميعاً وهاجرواْ جميعاً إلى رسول الله r ..

ان غزية بنت جابر الدوسية اذن امرأة لها ارادة صلبة ورزقها الله قلباً عامراً بالإيمان ؛ فاستمسكت بهدى ربها .. فكان من جراء ذلك أن هدى الله قومها على يديه فدخلوا فى الإسلام .

ومرت الأيام وهى بالمدينة صابرة محتسبة على الإيمان حتى توفى زوجها أبى العكر ..وكما جاء في تفسير القرطبي أن قول الله تعالى :

( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللاَّتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً )

(1) سورة الاحزاب الاية’ 50  .



( وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ﯥ ) قيل ان هذه الاية نزلت فى أم شريك الدوسية ؛ واسمها غزية ؛ وهو قول على بن الحسين والضحاك ومقاتل . فهى اذن المرأة التى وصفها رب العزة بأنها إمرأة مؤمنة ؛ وهبت نفسها للنبى r ؛ وقد أنزل فيها قرآن .

ولو كان في الإمكان أن تقطع المرأة المسلمة رحلة داخل الزمن لترجع إلى زمن أم شريك الدوسية لتستمع اليها هى وأم كلثوم بنت عقبة ؛ حيث ألقت أم كلثوم على مسمع أم شريك بهذه النصائح الغالية ؛ فقالت :

الجامع لأحكام القرآن – تفسير القرطبي – لأبى عبد الله محمد بن احمد الانصارى القرطبى – طبعة المكتبة التوفيقية – القاهرة – الجز الرابع عشر - صفحة 168 – والمسألة خلافية بين المفسرين اذ يذكرون عدة اسماء لعدة نساء ...

يا بنيتى :

" النظافة للمراة ألزم من الجمال ؛ لأن الجمال لا يلبث أن يزول متى زالت نضارة الشباب ؛ وأما النظـافة فعـادة باقيـة ؛ ما بقيت المرأة ؛ ولـذا حث عليها الإسلام وأكد على ضرورتها .

ولاشك يا بنيتى أن المرأة التى تهمل فى نظافة نفسها تعمل على ابعاد زوجها بيدها ليرتمى فى أحضان أخرى نظيفة . اذ يجب على المرأة أن تنظف منزلها وجسدها ثم تلبس ملابسها الفاخرة قبل حضور زوجها .

وتحضرنى يا بنيتى هذه الوصية التى أوصت بها إمرأة ابنتها فقالت : لاتنسى نظافة بدنك ؛ فان نظافته تحبب زوجك اليك ؛ ونظافة بيتك تشرح صدرك ؛ وتصلح مزاجك ؛ وتنير وجهك ؛ وتجعلك جميلة ؛ ومحبوبة ومكرمة عند زوجك ؛ ومشكورة من أهلك ؛ ومن ذويك وأترابك ؛ وزائرتك ؛ وكل من يراك نظيفة الجسم والبيت تطيب نفسه ويسر خاطره . هذا فضلاً عما للنظافة من تأثير فى توطيد أركان الصحة والصفاء ؛ وما للقذارة من اثر فى جلب الأمراض والشقاء .

وإياك يا بنيتى والكذب على زوجك ؛ لأن الكذب يوجد فى نفس الرجل الشك والريبة والارتياب وهـما سـم الحياة الزوجية .

وإياك وشدة الانفعالات العصبية ؛ فهى تجعل البيت شبه جحيم ؛ وتجعل زوجك يفر منه ؛ ويهرب من البقاء فيه .

ولا تسرفى يا بنيتى فى التجميل والتزيين متى كـان زوجك غيوراً ؛ لأن ذلك يغضـب الغيور ؛ ويثيـره ؛ ويلقى فى قلبـه أن زوجته تتجمل لسـواه ؛ حتى لو لم تكن فى الواقع ذلك .

واياك والإسراف فى مـدح أى رجل غريب أمام زوجك ؛ فلا يصدر المدح منك بحسن نية ؛ فإن الزوج يكره أن تمدح زوجته رجلاً غريباً عنه على مسمع منه ؛ بل ولا يجب تفضيل مخلوق عليه .

واياك يا بنيى والبطنة وكثرة الطعام ؛ فانه يفسد الجمال ؛ ويجلب السمنة ؛ وينحدر بالمرأة الى مصاف الحيوان .

فاحفظى صحتك ؛ وتجنبى ما يشوه نضارتك واعلمى أن المعدة بيت الداء ؛ واعلمى ان الإعتدال فى كل شىء من الواجبات التى يجب على المرأة أن تدركها" (1).



هؤلاء النسوة فهمن الإسلام ؛ واستخرجن ذلك الدر الكامن فى ءايات القرآن الكريم وهدى السنة ؛ فكانت هذه كلماتهن ؛ فما أحوجنا أن نقف جميعاً لنتعلم من هؤلاء النسوة ؛ دروساً كفيلة باصلاح الأسر المسلمة التى تحتاج لمثل هذه النصائح والدرر لينصلح حال المجتمع .

وما أظن أنه يحق لنا فى هذا المقام أن نختم إلا ويجد المرء نفسه مضطراً للمرور على كلمات دونت فى سجل العلاقة الزوجية بحروف من نور ؛ قالتها إمرأة تفهم وتعى الفقه من منابعه من القرآن الكريم ؛ وهدى النبى r ..

انهـا حرف من زبرجد ؛ و كلمات من نور؛ وجمل من ياقوت ؛ ونقط من لؤلؤ منثور ؛ وشكل من المرجآن .. دونت فى صفحات التاريخ بمداد القرآن والسنة .. ان هذه الكلمات قمين بها ان تتخذ دستوراً للمرأة فى الحياة الزوجية ؛ فما أعظم هؤلاء النساء اللواتى فهمن الإسلام ؛ شرعة ً ومنهاجاً ؛ انها كلمات " لأم اياس واسمها " أسماء بنت خاوية الغزازى "

وكانت أم اياس زوجة ملك بلدة " كندة " .. وابنتها سوف تزف فى الصباح لأمير ابوة ملك بلدة مجاورة لم ينجب غيره ؛ فهو أقرب لأن يكون ملك فى القريب العاجل ؛ ولم تنسى أم اياس أن تنصح ابنتها التى ربتها تربية إسلامية ؛ بنصائح ختامية قبل أن تزف ابنتها وترحل اليه ؛ لتكون لها دستوراً فى الحياة الزوجية . اذ قالت " أسماء بنت خاوية الغزازى " أم اياس " لابنتها :

(1) رجال ونســاء انزل فيهـــم قـــرآن – د . عبد الرحمن عميرة – طبعة مكتبة الأسرة – المجلد الثالث –

صفحة 138 .

" أى بنيتى :

ان الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك ؛ ولكنها تذكرة للعاقل ؛ وتنبيه للغافل ؛ ولو أن امرأة استغنت عن الزواج لغنى ابويها وشدة حاجتهما اليها ؛ كنت انت اغنى الناس عن الزواج ؛ لكن النساء للرجل خلق ولهن خلق الرجال .

أى بنيتى :

انك اذا خرجتى من العش الذى فيه عشتى ؛ الى فراش لاتعرفينه ؛ وقرين لا تأليفينه فكونى له أرضاً يكن لك سماء ؛ وكونى له مهداً يكن لك عماد ؛ وكونى له امة يكن لك عبداً .. لا تلحفى عليه فيقلاك ؛ ولا تتباعدى عنه فينساك ؛ وان نأى عنك فابعدى عنه ؛ وان دنا منك فاقتربى منه .

أى بنيتى :

احفظى عنى عشر خصال ؛ تكن لك ذكراً ذخراً :
[٣/‏٦ ٥:٠٤ ص] عبدالمحسن: فأما الأولى والثانية : فالصحبة بالقناعة ؛ وحسن السمع والطاعة .

وأما الثالثة والرابعة : فالتفقـد لموضع أنفـه وعينـه ؛ فـلا يشمن الا أطيب ريح ؛ ولا تقع

عينه على قبيح .

وأما الخامسة والسادسة : فالتفقد لوقت طعامه ؛ والهدوء عند منامه ؛ فإن مرارة الجوع

ملهبة ؛ وتنغيص النوم مغضبة .

وأما السابعة والثامنة : فالاهتمام بماله ؛ والرعاية لعياله ؛ فالاحتفاظ بالمال حسن تدبير

ورعاية الأطفال حسن تقـدير .

وأما التاسعة والعاشرة : فلا تفشى له سراً ؛ ولا تعصى له أمراً ؛ فإنك ان أفشيت سره

لم تأمنى غدره ؛ وان عصيتى أمره أوغرت صدره . ثم بعد ذلك ايـاك والفـرح ان كـان ترحـاً ؛ وايـاك والترح ان كـان فرحـاً .

بنيتى :

انـك لـن تصلـى الـى قلـب مـن تحـبـيــن ؛ حتـى تـؤثــرى رضـاه علـى رضـاك فيمـا احببتـى أو كرهـتى .



فأى فهم كان عند هؤلاء النسـاء..؟ وأى عقل حملته رؤسهن ..؟ واى فقه ملاء صدورهن ..؟ ان إمرأة واحدة مثل هؤلاء النسوة لتزن أمة من كثير من الرجـال ..! فما أعظم المرأة أن تكون كذلك ..! أو حتى تتعلم تلك النصائح الغالية لتكون قدوة لها فى بيتها ودستوراً ومنهاجاً ..

انها نعمة كبرى .. ولما لا أليس خير متاع الدنيا المرأة الصالحـة .. فما أعظمها نعمة..؟ وما أغيبها ..؟ .. وما أندرها ..؟



وقد يقول قائل : ان هؤلاء النسوة كان لهن شأن اخر ؛ وزمان مضى واندثر .. لكن لا والله فلو تمكن الإيمان من القلوب كانت الأمور التى نراها نحن معجزات وخيا حقيقة واقعية .. وهذا ما فهمته هذه المرأة الأمريكية المسلمة المعاصرة التى فهمت الإسلام أكبر بكثير من النساء فى أى مكان آخر ؛ فقد زودت هذه الأم الامريكية المسلمة ابنتها التى تقبل على الزواج بخير زاد ؛ اذ قالت لابنتها :

ابنتى :

لايبرح ذهنك أنك تزوجت بانسان ؛ لابكائن فوق البشر ؛ فلا تأخذك دهشة مما ترينه فيه من النقص والعيب .

ابنتى :

قد يكون زوجك بلا قلب ؛ ولكنه على كل حال له معدة يجب ارضاؤها بتهيئة ما تشتهيه من الاطعمة .

ابنتى :

اتركـى له من آن لأخر الكلمـة الاخيرة ليشعر برجولته ؛ والقول الفصل .. ففى هذا ما يسره ؛ ولن يضرك .

ابنتى :

يجب أن تتيقنى من انك لاتقـدرين على مجارة الرجل بسلاحه " قوته وكفه وعناده " لأنه ثقيل فى يدك النضيرة ؛ وانك لتتعبين من حمله .

ابنتى :

لسوف يريك الزمان .. وتثقلك التجارب .. أن أسلحة المرأة الفتاكة الماضية الحادة هى : الجمال ؛ والاستسلام ؛ والحلم ؛ واللطف ؛ والسكينة ؛ والاتكال ؛ والخل ؛ والحنان ؛ والبكاء .. ولعلك يا ابنتى ترينها أسحلة ضعيفة ..

يا ابنتى :

اننى أؤكد لك انها أسلحة اذا شحذتها الحمية والامانة كانت ماضية وفعالة اكثر من كل الاسلحة الاخرى ؛ وهى أسلحة كافية لأن ترقرق الطباع الخشنة ؛ وتخفض من غرور الرجل ؛ وتحط من كبريائه ؛ حتى يأتى اليك بقلبه الكبير ؛ وببسمته العريضة التى تشبع فى داخلك الأمن والطمأنينه ؛ وتملأ حياتك بالبهجة والسرور .



وهنا قالت الأبنة :

أكـل هـذه واجبات تقـوم بها الزوجـة ..؟ فماذا تكون الواجبات التى يقوم بها الرجال ..؟

فقالت الأم الامريكية المسلمة :

يا ابنتى : ان واجبات الرجال كثيرة لاتحصى ؛ متشعبة لايمكن عدها ؛ فمن هذه الواجبات التى يقوم بها الرجال : الإنفاق ؛ وهو ما يجب ان تتقبله المرأة فى ظل حالة الزوج المادية لأن الله قال :

ﭽلِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً ﭼ .

سورة الطلاق الأية 7 .

ولأنه جاء رجل الى رسول الله r وقال : ما حق زوجة أحدنا عليه ؛ فقال : " أن تطعمها اذا طعمت ؛ وتكسوها اذا اكتسيت ؛ ولا تضرب الوجه ؛ ولا تقبح ؛ ولا تهجر إلا فى البيت " (2) .

(2) أخرجه ابن ماجه فى النكاح – باب حق المرأة على الزوج برقم 1850 .

ابنتى :

ومن واجبات الرجل يضاً المعاشرة بالمعروف ؛ اذ قال الله تعالى : (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ )

سورة النساء الاية 19 .

ومن هذه المعاشـرة بالمعـروف يا ابنتى أن يتودد زوجها اليها ؛ ويناديهــا بأحب الاسـماء اليهـا ؛ وأن يكرمهــا بما يرضيهــا ؛ كما قال النبى r " ما أكرم النساء إلا كريم "

ابنتى :

ومن واجبات الرجل أيضاً أن يحلم عليها عند الغضب ؛ ويصبر عليها اذا حمقت ؛ ومن هذه الواجبات يا ابنتى ؛ ان يستمع اليها جيداً ؛ ويهتم بحديثها ؛ ويحترم رأيها ؛ ويأخذ بمشورتها اذا أشارت عليه برأى جيد ؛ وهو ما فعله نبى الاسلام نفسه حينما أخذ برأى أم سلمة يوم الحديبية فكان فى رأيها سلامة المسلمين وعافيتهم .

ابنتى :

ومن هذه الواجبات حسن الاهـتمام بها ؛ وتقديم هـدية لها فى مناسبات تسعدها وتدخل السرور عليها ؛ حتى وان كانت اشياء زهـيده القيمـة ؛ لكن معناهـا عند المرأة يكون كبير الم يقل النبى r " خيركم خيركم لاهله وأنا خيركم لاهلى " .

أخرجه الترمذى برقم 3892 ؛ والدرامى 1/159 ؛ وابن ماجه برقم 1977 الجزء الاول صفحة 636 .

ابنتى :

ومن هذه الواجبات أيضاً أن يعلم الرجل زوجته دينها ؛ ومكارم الاخلاق ؛ فهو واجب أصيل على الرجل وهو مسئول عنه امام الله يوم الحساب .

ابنتى :

ومن اهم واجبات الرجل المسلم التى يجب ان تعلميهـا أن يغار على زوجته ؛ يغار على دينها ونفسها وكرامتها ؛ لأن المسلم فى عقيدتـه أن المرأة أعظم من كل كنز يكتنزه فلا يعرضهـا لأن تكون مضغـة تلوكها الالسنة ؛ او عرضه تقتحمهـا الأعين ؛ ولا يجعلها محل الأفكـار والخواطر ..

واعلمى يا بنيتى أن الغيرة أخص صفات الرجل المسلم الشهم الكريم ؛ وان تمكنها منه بعقل واتزان ليدل دلالة فعلية على رسوخه فى مقام الرجولة الحقه الشريفه ؛ ومن هنا كان كرام الرجال الشجعان وافذاذ العظماء يغيرون على نسائهم ؛ ويحافظون عليهن .

ابنتى :

ان من شر الصفات فى الرجال ضعف الغيرة ؛ وموت النخوة ؛ فان غياب الغيرة والنخوة هى صفات الارذلون .



- المصادر :

- رجــال ونســاء أنزل فيهـــم قرآناً – د . عبد الرحمن عميرة – طبع مكتبة الأســـــــــرة – المجلد الثالث -

صفحة 127 .

- الجامع لاحكام القرآن – تفسير القرطبى – لابى عبد الله محمد بن احمد الانصارى القرطبى – طبعة المكتبة التوفيقية – القاهرة – الجز الرابع عشر - صفحة 168-

- تفسير القرآن العظيم – لابن كثير – طبعة مكتبة التراث - القاهرة – الجزء الثالث – تفسير سورة الاحزاب - صفحة 498 .

- فى رحاب التفسير – عبد لحميد كشك - طبعة المكتب المصرى الحديث – الجزء الثانى والعشرون – تفسير سورة الاحزاب – صفحة 4264 .